تسأل قارئة: أنا سيدة عمرى ٤٨ عاما وأعانى من آلام غامضة ومتكررة فى البطن، مع كثرة الغازات وانتفاخ بالبطن، مع صعوبة وعدم ارتياح أثناء التبرز، مع نوبات متبادلة من الإسهال والإمساك فما الحل؟
يجيب على هذا السؤال دكتور إبراهيم داود أستاذ الجراحة بطب المنصورة قائلا:
متلازمة القولون العصبى من الأمراض التى شغلت الكثير فى الآونة الأخيرة، وحسب الإحصائيات الحديثة فان (40%) من الناس مصابين بالقولون العصبى ويعانون من أعراضه العديدة والمزعجة، وهذه الأعراض أثارت جدلا واسعا بين الأطباء والمختصين والمصابين به.
والسبب فى ذلك لأن أعراض متلازمة القولون العصبى معقدة وتشمل طيفا واسعا من الأعراض التى تختلف من مريض إلى آخر بدون أى تفسير علمى، ولهذا اصطلح على تسميه "متلازمة" وليس مرضا، فالحركة غير الطبيعية والتقلصات العصبية لجدران القولون هى السبب فى تسمية القولون العصبى بهذا الاسم وليس بسبب الحالة النفسية والعصبية التى ترافق مريض القولون العصبى كما يعتقد عامة الناس.
ورغم أن أعراض القولون العصبى لا تسبب مضاعفات خطيرة على حياة المصاب به، إلا أن للقولون العصبى تأثيرات على معدل الغياب ومستوى الإنتاجية سواء فى الدراسة أو العمل، لذلك يعد القولون العصبى ثانى أشهر أسباب التغيب عن العمل بعد الزكام.
عند إهمال المرض أو الإفراط فى استخدام المهدئات قد يتطور المرض ويبدأ الشعور بضيق فى الصدر وآلم فى أعلى منطقة القلب نتيجة ضغط الغازات على الحجاب الحاجز، وقد يمتد هذا الألم إلى الخلف باتجاه لوح الظهر.
كما قد يعانى بعض المرضى من الحموضة وسوء الهضم وتظهر البواسير وبالذات فى مرضى القولون العصبى الذين يعانون من الإمساك الدائم، بعدها بفترة وجيزة يبدأ مريض القولون فى الأغلب بالدخول فى أعراض القولون المزمن.
وهنا يحدث تدهور فى الحالة النفسية للمريض مثل القلق والتوتر والاكتئاب ونوبات الفزع والخوف، وفى النهاية يتطور الأمر إلى الوسواس القهرى وهى من أشد المراحل على مريض القولون العصبى، حيث يبدأ غالبية المرضى باستخدام العلاجات والأدوية النفسية.
وقد تظهر بعض الأعراض الغريبة عند نسبة لا بأس بها من المصابين بالقولون العصبى، ومن هذه الأعراض تنمّيل فى اليدين والرجلين أو حرارة فى مناطق معينة فى الجسم مثل الظهر وأسفل الظهر وبعض المرضى تتركز الحرارة فى الأطراف أو حتى حرارة فى الجوف، وعدم القدرة على التنفس والشعور بالاختناق وزيادة ضربات القلب لذا فما تعانى منه هو مرض القولون العصبى.
الكاتب: أسماء عبد العزيز
المصدر: موقع اليوم السابع